الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
فيلاحظ أن كلا التقديرين لا يطرد، لذلك يبطل ادعاء أن الأصل في المفعول معه الجر بحرف الجر وأن النصب حصل بعد نزع الجار، أو أن الأصل أن يكون المفعول معه مضافا إليه الظرف مع فلما حذف أقيمت الواو مقامها وانتقل الإعراب إلى ما بعدها، أما تقدير النحويين المفعول معه تارة بمع وتارة بالباء فهو لتفسير المعنى، لا لبيان أصل التركيب، فالنصب في المفعول معه أصل غير محول عن غيره لذلك كان أبو حيان مدققا في حده المفعول معه حين قال: "هو الاسم التالي واوا يجعله بنفسها في المعنى كمجرور مع" (1)، فقوله: يجعله بنفسها أي ليس بالنيابة عن مع، وقوله: في المعنى أي: ليس في أصل التركيب.د- خبر ما في نحو: {ما هذا بشرا} (2)حكى سيبويه أن أهل الحجاز يجرون ما مجرى ليس بشرطها (3)، فتقول: ما عبد الله أخاك، وما زيد منطلقا، ومن ذلك قوله تعالى: {ما هذا بشرا} وقوله تعالى: {ما هن أمهاتهم} (4)، ووصف الزجاج هذه اللغة بأنها اللغة القدمى الجيدة (5). وإنما وصفها بأنها القدمى، لأن الكثير في لغة الحجاز إنما هو جر الخبر بالباء، فتقول: ما زيد بقائم، وبهذه اللغة جاء القرآن كثيرا (6)، لذا قال الفراء: "لا يكاد أهل الحجاز ينطقون إلا بالباء" (7).فهاتان لغتان لأهل الحجاز؛ اللغة القديمة وهي لغة نصب خبر ما وهي الأقل استعمالا " حتى إن النحويين لم يجدوا شاهدا على نصب الخبر في أشعار الحجازيين غير قول الشاعر (8):- - - - - - - - - -(1) ارتشاف الضرب: 2 /285.(2) يوسف: 31.(3) ينظر: كتاب سيبويه: 1 /57- 59.(4) المجادلة: 2.(5) معاني القرآن وإعرابه: 3 /108. وينظر: الكشاف: 3 /74.(6) ينظر: البحر المحيط: 6 /271.(7) معاني القرآن: 2 /42.(8) البيتان بلا نسبة في: شرح ابن عقيل: 1 /263، والأشباه والنظائر: 3 /123، وحاشية الخضري: 1 /263.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 255- مجلد رقم: 1
|